Friday, 1 April 2011

تأملات فى أيام الثوره -1



لله يا جزائر


أتأمل من حولى الترقب الذى يسود الشارع المصرى و هم ينظرون للجيران الأشقاء و يتسائلون: من سيكون التالى؟ من حان دوره فى طابور الحريه. أهى ليبيا أم سوريا أم اليمن؟ أم تراها الجزائر؟


أتذكر أيام أزمتنا التافهه مع الجزائر فى العام الماضى فى أسى عندما يتنامى إلى مسامعى الآن أن بعض القيادات الرياضيه و السياسيه فى مصر إفتعلت هذه الأزمه. لا أدرى هل هذه هى الحقيقه أم لا و لكنهم فى جميع الأحوال مسئولون عن تصعيد غير عادى و شحن غير مسبوق للشارع المصرى ضد الجزائر. أذكر أيضا نغمة الشماته القويه فى كل تصريحات المسئولين الإسرائيلين عن الأزمه –هل هى صدفه بحته هذا التوافق على طول الخط بين نظامنا القديم و إسرائيل؟


كنت و لا زلت من عشاق الموسيقى بكل أصنافها. فى مكتبتى الموسيقيه جزء خاص للموسيقى النابعه من أصول فلكلوريه. تعلمت أن أحب هذا الخليط من محمد منير. و إستمتعت بالتعرف على الثقافات المختلفه من موسيقاهم. تستمع إلى الريجى و بالطبع بوب مارلى فيشدك إلى عالم جاميكا و تقرأ عن ديانة الراستافاريا و الأوضاع السياسيه لأمريكا الجنوبيه فى السبعينيات. تستمع إلى جاز و البلوز فتبحث عن مارتن لوثر كينج. الفولك روك يخلط موسيقى قبائل السلت الشماليه و أساطير الفايكينج بموسيقى الروك. عالم السمسميه الرائع جعلنى أعيش فى مدن الكنال أيام حرب الإستنزاف. إلهام المدفعى دفعنى للبحث فى تاريخ العراق و بالمثل فإن عشقى للشاب خالد و موسيقى الراى شدنى لوهران بالجزائر.


موسيقى غنيه جدا و كنز ثقافى حقيقى. الراى من الرأى و معناها أنها موسيقى لإبداء الآراء –ولهذا حاربها النظام الجزائرى و أيضا المتطرفون من الجماعات الإسلاميه مما أدى لهجرة ممارسيها لأوروبا و كان سببا لإنتشارها فى العالم أجمع. تصف لك مظاهر الحياه الإجتماعيه و التنوع الثقافى فى مدينة وهران الساحليه. يقول الشاعر عبد القادر الخالدى إبن مدينة وهران فى إحدى قصائده التى تغنى بها الكثير من مطربى الراى واصفا حبيبته "بخته" –من البخت أى النصيب: "جايه فى كاليش .. راسيه كى أمير الجيش .. الرقبه كالطورنيش .. صافيه و الوجه مرايه .. منها وليت دهيش .. ما بقات زعامه فيا". اللهجه صعبه جدا بالنسبه لنا و لكن بعد بحث طويل عرفت أن معناها هو "قادمه فى عربه (يجرها حصان) .. ثابته \ شامخه كضابط الجيش .. الرقبه كرقبة النعامه .. صافية الوجه كالمرآه .. إندهشت من جمالها .. جعلتنى مستسلم". كايش من كاريش و هى كلمه أسبانيه تعنى العربه و الطورنيش من لوتريش الفرنسيه بمعنى النعامه. القصيده طوياه جدا و تزخر بالوصف الرائع.


من أجمل ما سمعت أيضا كانت أغنية خالد التى كتبها الشاعر التونسى آدم فتحى و لحنها تونسى أيضا هو لطفى بوشناق:

لله يا جزائر يا وردة الروح

نحلم نجي يوم عطر الحب يفوح

تنام بيوت الناس مفتوحه البيبان

و علاش الحراس؟ على القلب المطمان

و نقدر من غير حشمه نغزل في عينيك

من غير ما نخاف منك و لا نخاف عليك

و نشوف على بابك الغيمة تتجلى

من حبة ترابك نلبس أحلى حله

لله.. لله.. لله يا لله


لم أستطع أن أكره الجزائر أيام الأزمه رغم حزنى الشديد على كرامة مصر و رغم كل الحشد الإعلامى وقتها. الآن و أنا أرى مصر و تونس و ليبيا و الجزائر و المغرب شركاء فى الهموم و كفاح الشعوب من أجل الحريه, لا أملك إلا أن أكون سعيدا بهذه الحاله من الوعى و التوحد ضد القهر و الأنظمه التى جعلتنا نكره بعضنا البعض من أجل بعض الدعايه الإنتخابيه